بعد أكثر من عقد على تهجيرها إلى العاصمة باماكو، عادت اليوم الإثنين المخطوطات التاريخية لمدينة تمبكتو — المعروفة بـ"مدينة الـ333 ولياً" — في احتفال حضره وفد وزاري، لتستعيد المدينة جزءاً من روحها وإرثها الثقافي.
هذه الوثائق النادرة، التي تحمل بصمة علماء ومفكرين شكلوا المشهد الفكري في منطقة الساحل عبر القرون، تمثل ثروة لا تقدر بثمن ورمزاً لهوية تمبكتو التي كانت لقرون مركزاً للعلم والتجارة والدين.
في عام 2012، وأثناء سيطرة جماعات مسلحة على شمال مالي وما تلا ذلك من تدمير لمواقع أثرية، بادر أهالي تمبكتو إلى تهريب آلاف المخطوطات سراً نحو باماكو بهدف إنقاذها من النهب أو الإتلاف. هذه العملية، التي توصف بأنها من أكبر عمليات حماية التراث في إفريقيا المعاصرة، أتاحت الحفاظ على كنوز فكرية كانت مهددة بالزوال، وتم ترميم جزء منها في العاصمة.
إعادة هذه المخطوطات إلى موطنها الأصلي تمثل لحظة رمزية وتاريخية، ليس فقط لتمبكتو بل لمالي والمنطقة بأسرها، إذ تعيد وصل المدينة بتاريخها العريق وتعيد إلى سكانها إرثاً طال انتظاره، في خطوة يرى المراقبون أنها تعزز الهوية الثقافية وتعطي دفعة لجهود المصالحة وبناء السلام في شمال مالي.